Sunday, September 24, 2006

هوة لسة ما صفرش؟

هناك وقائع صغيرة تحمل دلالات خطيرة ، وهناك وقائع خطيرة تحمل دلالات مخيفة..لذا أنا أدعوكم في أول أيام الشهر الفضيل لقراءة هذه التدوينة بهدوء أعصاب لتستشعر مدى خطورة موضوعها..

نشرت جريدة المصري اليوم أن عدداً من الجماعات السلفية قررت الصيام أمس السبت ، وكذا بعض وليس كل أفراد جماعة الإخوان المسلمين.. على الرغم من أن مفتي البلاد قال أن رمضان يبدأ اليوم الأحد..

ويقولون بحسب الخبر الذي أترك له رابطاً هنا منعاً للإطالة بأن "جمهور العلماء" قد أفتى بالصيام مع أي بلد إسلامي يشارك الدولة جزءاً من الليل ، وأن «إن لكل بلد ولكل قطر رؤية هلال» هو رأي فردي لا يمثل إلا رأي صاحبه!

أول ملاحظة .. هناك فيما يبدو حالة عنيفة من عدم الثقة بالمؤسسة الدينية الرسمية المصرية حتى في مسألة كمسألة الصيام.. تلك الحالة تسبب فيها نفوذ تلك الجماعات داخل الشارع..وتسببت فيها بالمقابل سلسلة طويلة من الأخطاء والتصرفات الغريبة التي لم تفقِد أنصار الجماعات فقط ، بل وحتى غير المنتمين لأي شلة دينية والعالمانيين ، أي ثقة من أي نوع في تلك المؤسسة.. المخترقة جداً من بعض الشلل الدينية الأخرى!

ثاني ملاحظة .. أنه لم يثر أي نقاش بين كل الاتجاهات الدينية على تلك المسألة الفقهية يبرر أخذ هذا الموقف الغريب الشكل وغير المفهوم وغير المبرر!

ثالث ملاحظة .. هؤلاء أنفسهم هم من يرى - مثل خصومهم التاريخيين الصوفيين- أن ولي الأمر هو "أمير المؤمنين" ولا يجب الخروج عليه.. والمتعارف عليه أن قرار إعلان بدء الشهر الكريم هو حق أصيل لولي الأمر منذ أول رمضان في تاريخ الإسلام في العام الثاني الهجري.. انتظر هؤلاء ألفاً وربعمائة وخمسة وعشرين سنةً - فقط- لـ"يعيدوا النظر" في تلك القاعدة!

رابع ظاهرة وهي المخيفة جداً برأيي.. أَ إلى هذا المدى وصل التعصب الشللي الديني؟ أَ إلى هذا الحد دخلت البيروقراطية في الدين بهذا الشكل الفج والكريه؟

ففي أي شلة دينية أياً كان نوعها واتجاهها لا يصوم الأتباع إلا بإذن رأس الشلة ، ولا يترشحون في الانتخابات إلا بعد الرجوع لرأس الشلة ، رغم أن تلك الشلل ليست حزباً سياسياً وكلها تتباهى بأن من السياسة ترك السياسة .. وطبعاً لا تصويت في تلك الانتخابات إلا في الاتجاه الذي يراه رأس الشلة .. ثم ينتقد هؤلاء - في تناحة وبلادة مذهلتين- الكنيسة الكاثوليكية في العصور المظلمة متهمين إياها بالتسلط على حياة الناس ، ثم يتحسر بعضهم في تناحة وبلادة لا تقل إذهالاً على أن المسلمين ليس لهم زعيم ديني يوحد كلمتهم ويسيرون حسب كلمته!

وبما أنني وأنكم من غير المشجعين لتلك الفرق المشاركة في الدوري الديني المزعوم .. فمن الذي سننتظر صفارته كما انتظرها من قبل لصوص عصابة قصة علي بابا والأربعين حرامي؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وربنا يهدي الجميع ويعدي الشهر على خير..

13 comments:

محمود محمد حسن said...

صباح الفل يا ريس

بص انا اعتبر من المحسوبين على الأخوان يعني اعتبر موجود وسطهم وبشارك معاهم في فعاليتهم التنظيمية لكن انا بختلف معاهم في نقط كتير

بس عايز أقول حاجة ..فكرة إن بعض الأخوان يصوموا يوم السبت دي ..صعبة حبتين او تقدر تقول مستحيلة ..الأخوان المسلمين عندهم بعض المآخذ الفكرية على تفكيرهم ..لكن مش من النوعية دي ..يعني معندهمش التخلف العقلي إنهم يصوموا يوم السبت ..

اعتقد إن الخبر مش حقيقي

شكرا يا معلم

قلم جاف said...

مرحبا بيك يا حودة وبكل ضيوف المدونة..

بغض النظر .. الموضوع بقى ظاهرة وحتى لمسها جمال سلطان في المصريون اليوم في هذا المقال :
الذين أفسدوا الدين والدنيا

ويرى الكاتب أن التضارب في أسس إعلان رؤية الهلال هو الذي عَمَّق هذه الأزمة أكثر لنصل إلى هذا الحد ..

Anonymous said...

ياا حللولى
قال يعنى خلاص احنا اتفاقنا كله مقطع بعضه
لما نزعل على اننا متفرقين فى الصيام؟؟
يا سيدى عدنها زى فتوى السجاير او فتوى تحليل الربا فى البنوك الحكومية


طبيعى ان المؤسسو الدينية الاسلامية فقط فى مصر تقثد ثقة المواطن العدى فيها
طيب بص
انا عندى جيرانى هنا ولا ليهم فى السياسة ولا اى انتماء طائفى او دينى
ناس عادية جدا جدا
قررت انها تصوم مع السعودية
لية طيب؟؟
يقولوا علشان دى البلد المقدس بتاعنا واحنا مش اقل منهم
شفت حسابات الناس البسيطة اية؟؟


شوف
ربنا يستر
دا احنا داخلين على سنين سودا


كل سنة وانت بالف خير ورمضان كريم
وربنا يستر بقا

R@niayusuf said...

من الملاحظ كما ذركت فى مقالك ان الناس فقدت الثقة فى المؤسسة الدينية فى مصر و هذا ليس من فراغ و لكنه نتاج سنوات طويلة من فساد هذه المؤسسة (إن جاز التعبير) و ذلك لأنها لم تعد مؤسسة دينية تصدر فتواها و آرائها خالصة لوجه الله سبحانه و تعالى و إنما هى أصبحت تخدم الأغراض السياسية فى المقام الأول

و اللهم ارحمنا و اعفو عنا

Ossama said...

موضوع مثير كالعادة يا شريف
لكن انت متعرفش ان حدث ذات مرة ان مصر صامت يوم زيادة على السعودية قامت ناس نزلت الشارع تفطر الناس بالعافية الموضوع ده حصل من قيمة عشرين سنة يمكن
وما زلنا في انتظار الصفارة لان حضرتك طبعا عارف ان الحكم هو الميقاتي الوحيد في الملعب
والله دول عايزين ابو الليل الله يمسيه بالخير

Anonymous said...

عندما نتحدث عن التخلف العقلي فالامر يتعدى حدود السماء

Fatma Emam said...

رمضان كريم
لا ادعي اني ساضيف جديدا و لكن راجع الاعداد الاخيرة للمصري اليوم التي افردت الصفحة الاولي لقرار الاوهر الغاء نتائج امتحانات القرائات للمنتمين للجماعة الاسلامية في مصر
الالغاء لم ياتي لا استجابة لاوامر جهة امنية عليا حتي لا يتنسني لهولاء الاشخاص ممارسة الخطابة او التدريس في المدارس الدينية الامر تعدي قهر الحريات الي الغاء اسباب الحياة الكريمة فكيف لهولاء الاشخاص ان يتكسبوا قوت يومهم الازهر فقد الكثير من مصداقيته كمؤسسة دينية و تعليمية ايضا مع الاسف

Anonymous said...

اشمعنا دى بقى اللى عاوز المسلمين يتفقوا فيها يعنى محنا طول عمرنا مختلفين على العموم الحكايه خلطبيطه الناس هنا فى اوربا اقصد الملمين الموجودين هنا تلاقى كل واحد ممكن يصوم مع بلدة واللى يقلك انا حصوم مع اول بلد نشترك معها فى جزء من اليل وكله ماشى وربنا يرحمنا انا عن نفسى صومت من السبت مع جميع دول الخليخ وخصوصا السعوديه اشمعنا يعنى بنتفق معاها فى وقفه عرفات ولا كل دوله راح تعمل وقفه لوحدها ربنا يلم الشمل

قلم جاف said...

عمر وشهروزة والضيفة الجديدة رانيا:

الحول في مسألة الرؤية معتاد خارج العالم الإسلامي .. لكن المصيبة إنه بيحصل داخل العالم الإسلامي..

رمضان شكله عندنا 30 ، وفي السعودية يا 30 يا 29 .. يعني ممكن يعيدوا قبلينا.. تسعة وعشرين عندنا يعني تلاتين هناك.. وبالتالي بقى حتبقى المشكلة في تلاتين عندنا اللي هو بالتأكيد العيد هناك..يا حلولو!

فاطمة:

اللي يقدم السبت يلاقي الحد قدامه ، الكلام موجه للأزهر طبعاً..

مؤسسة دينية مخترقة إزاي حتخلي الناس تثق فيها؟ لو تحررت من اختراقها ومشت صح .. كدة الناس حتثق فيها..

لكن تقولي لمين؟

مي 2 أوجزت.. لا حدود للتخلف ولا للاستعباط في بلادنا .. وفيه واقعة ربما أكتب عنها المرة القادمة بإذن الله.. على تفاهتها إلا إنها مستفزة وبتنقل رسايل كتير .. مش ظريفة!

الأستاذ أسامة..

على الأقل في ملعب الكرة هناك "الحكم" الذي هو "الميقاتي الوحيد" ، لكن لدينا أكثر من حكم وأكثر من ميقاتي..ونشعر أننا في مباراة لعدة ألعاب وليس كرة القدم فقط..الدولة الفلانية السنة دي حتصوم مع السعودية على أساس المؤتمر الفلاني والسنة الجاية حتصوم مع نفسها بعد ما نست إيه اللي اتقال في المؤتمر الفلاني..

منطق فعلاً عايز أبو الليل ، لكن أبو الليل حيلاحق على إيه ولا إيه؟

قبل الطوفان said...

المؤسسة الدينية في مصر هي التي هزت من مكانتها بمواقف مائعة ومماطلة في القيام بالدور المنتظر منها.. وعندما يكون لديك سيد محمد طنطاوي الذي يمط في الكلام قبل أن يفسر الماء بالماء.. من الطبيعي أن تنبت وردة هنا وعشب شيطاني هناك في هذه الأرض الخلاء والأرواح الخواء.. لسد الحاجة الروحية لدى كثيرين.. ثم تعود الحكومة فتتساءل عن السبب في صعود نجم من تسميهم المتطرفين

قلم جاف said...

ياسر ضيف الدين والديناميت :

الموضوع بقى أشبه بالفوبيا ، والمؤسسة الدينية نفسها هية اللي صنعته وتسببت فيه بشكل كبير ، لحد ما خلت الناس ما تثقش فيها حتى ولو كانت صح..دة ما يمنعش إن فيه عوامل تانية حتى ولو ما كانش دورها كبير في الفوبيا دي..

هذا يدفعنا للتعليق الموجز للأستاذ ياسر ثابت :

الدكتور محمد سيد طنطاوي تولى إدارة المؤسسة الأزهرية لفترة طويلة يسهل الحكم فيها عليه بشكل موضوعي .. أوجه القصور الدعوية لا تخفى على أحد ولم يحرك لها ساكناً ، حتى موقع الأزهر على إنترنت حافل بالأخطاء التقنية ،ولم يحرك ساكناً من أجل أزهر مستقل بعيد عن الألعاب السياسية-الدينية في مصر ..

أمر طبيعي تبقى الساحة مفتوحة لكل من هب ودب ولكل من يطلق على نفسه لقب "مفكر إسلامي" ليضفي معنى حنجورياً على تخاريفه .. وربنا ساترها معانا ع الآخر إن ماوصلناش لمراحل بعد الي احنا فيها بكثير..

ibn_abdel_aziz said...

"ففي أي شلة دينية أياً كان نوعها واتجاهها لا يصوم الأتباع إلا بإذن رأس الشلة "

دي اسمها حكمة يا عم قلم جاف
:)
وامريكا يا باشا كلها شلل
المسلمين مقسمين نفسهم شلل
وكل يغني علي ليلاه
دا انا عندي قصص تشيب لها الشعور

قلم جاف said...

ما يحدث في أوساط المسلمين في أمريكا بالتحديد بتفكرني بسلسلة مقالات كتبها الصحفي ياسر أيوب بعنوان تائه في أمريكا .. يصور فيه العديد من الفرق الإسلامية "الأمريكية"..

المقال اللي عمره تمان سنين بس وصعب أجيبه على النت تخرج منه بكام خلاصة مرعبة ، من ضمنهم اللي انت قلته ،ومن ضمنهم كمان إزاي الإسلام بيخسر أحياناً من اختلاطه ببعض المعتقدات والأفكار اللي بتبقى موجودة في المجتمع غير الإسلامي ، أمر قديم في تاريخه قدم التاريخ الإسلامي كله وبدأ منذ الفتوحات الإسلامية ، التي استفادت منها الدول الإسلامية علماء ونحاة وفلاسفة ، وحصلت منها في المقابل على الأفكار التي كونت المذاهب والشلل الإسلامية التي تمزق ديناً يعتنقه مليار بني آدم!.. ربما أتناول دة في موضوع مستقل إن شاء الله..